شاهد ايضا

الطفل والتنشئة الاجتماعية في ظل العولمة

 

الطفل والتنشئة الاجتماعية في ظل العولمة

الطفل والتنشئة الاجتماعية في ظل العولمة




مقدمة:

يشهد العالم اليوم تغيرات هائلة ، بما في ذلك معظم مجالات الحياة ، والتغيرات في العالم اليوم لا تقتصر على التقدم التكنولوجي الذي نعجب به ونقدره للتقدم الهائل وتطور التكنولوجيا الحديثة في الغرب. ، أدت التطورات التكنولوجية الكبيرة إلى تغييرات في جميع مجالات الحياة ومرافقها ، بما في ذلك الحياة الاجتماعية والتنشئة الأسرية. التقدم الذي حدث له جوانب إيجابية لا يمكن لأحد أن ينكرها أو ينكرها لوجودها وأهميتها في الحياة اليومية ، ولكن هناك أيضًا جوانب سلبية ، بدأت آثارها تظهر الآن ، حتى في النواحي الصغيرة ، لكنها تنذر بوجود أعظم. المخاطر والمشاكل التي تمر دون أن يلاحظها أحد. من أهم مظاهر التغيرات التي تواجه العالم اليوم تأثير العولمة على جميع جوانب الحياة الاجتماعية ، سواء على المستوى الفردي داخل الأسرة أو على مستوى المجتمع ككل.
تبدأ معايير المجتمعات وتطورها من بداية تربية وتنشئة الطفل؛ فالأطفال هم رجال الغد وبهم ينمو المجتمع ويتقدم.
  تتطلب تربية الطفل وتنشئته تنشئة سليمة، الفهم الكامل لكافة الحقائق المتعلقة بالمراحل العمرية التي يعيشها في كافة نواحي الحياة، فالتنشئة الاجتماعية من اهم العمليات التي يمر بها الفرد في تكوين شخصيته؛ فيتم فيها عملية التفاعل الاجتماعي التي تعدل سلوك الفرد بما يتفق مع ثقافة مجتمعه، وبذلك تساهم التنشئة الاجتماعية في بناء الانسان، وتشكيل الأسرة، وبالتالي تكوين المجتمع وبناء حضارته.
ومن أعظم المشاكل والتحديات التي تواجه المجتمعات، وتشكل عائق أمامها في تحقيق التنشئة الاجتماعية لأجيالها، هي العولمة والتكنولوجيا التي غزت العالم بأكمله.

إن وجود أجهزة الاتصال الحديثة والتكنولوجيا الهائلة التي تحتويها ، وأجهزة الإنترنت والفضائيات بمختلف أبعادها واتجاهاتها ، يمثل أحيانًا تحديًا أكثر عمومية وشمولية للأسرة ، وخاصة للمجتمع ككل. يتم استخدامها ، من يراقبها ، هل من الضروري مراقبتهم وكيفية القيام بذلك وغيرها من الأسئلة من جميع الأنواع التي تتعامل مباشرة مع هذه القضية الحيوية في حياتنا اليوم ، لأنها تضع علم الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية ، فقط لما لها من جوانب إيجابية ومفيدة كبيرة ، لها آثار خطيرة بنفس القدر على هذه العملية الأساسية في الحياة الشخصية والاجتماعية.



ما هي العولمة؟

العولمة: هي تعميم نمط حضاري وثقافي يخص بلد معين على كافة بلدان العالم. وتتنوع أنواع العولمة، فهي: اقتصادية، اجتماعية، سياسية، العسكرية، التربوية وهي الأشد خطورة وفتكاً.

التطور السريع في الثقافة الإلكترونية، تسببت في جذب انتباه الطفل ودفعه للإدمان، وهو نوع من الصراع والقوة والدعوة للحرية الغير مسؤولة، وغرس القيم التي تنافي ديننا الإسلامي وثقافتنا العربية.

العولمة: عبارة عن غزو ثقافي له تأثير سلبي وخطير على جميع أفراد المجتمع وخاصة الأطفال.

ما هي آثار العولمة على الطفل؟

 هناك الكثير من الآثار السلبية للعولمة على الطفل، نذكر أبرزها فيما يلي:

·         فقدان الطفولة: حيث أصبح الطفل مشوش، فعملت التكنولوجيا على إلغاء الحدود بين عالم الطفولة والبلوغ، وأصبح يقلد نماذج سلوكية لا تناسب سنه وجيله.

·         الانطواء والعزلة الاجتماعية: برغم من أن الشبكة العنكبوتية تعج بمواقع التواصل الاجتماعي، إلا انها تضع الأطفال في عزلة اجتماعية بعيدة تماماً عن الواقع. وتفقدهم الكثير من المهارات الاجتماعية والمعرفية والتعليمية.

·         نشر ثقافة العنف: تروج وسائل الاعلام المختلفة الى العنف سواء كان بشكل واضح أو خفي، وتستخدم العنف بشكل مفرط، بدءاً من الأفلام الالكترونية، المسلسلات، الأخبار، حتى الألعاب الإلكترونية وغيرها.

·         انتشار التحرش والاستغلال الجنسي للأطفال: في ظل غياب الوعي المجتمعي وتراجع دور الأسرة في التوجيه ورقابة الأبناء، واستخدام الأطفال بشكل يومي للإنترنت ولساعات طويلة، أصبح الأطفال عرضة لتعرض للمحتوى الجنسي ووقوعهم ضحايا للاعتداء الجنسي.


وختاماً، لتنشئة الطفل تنشئة سوية، يجب تضافر كل الجهود أفراد ومؤسسات ومجتمعات، من أجل بناء جيل سليم وسوي، قادر على أن يبني مجتمع حضاري وراقي.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -